قال أبو داود في " سننه ": شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا، ورأيت أترجة على بعير، وقد قطعت قطعتين، وعملت مثل عدلين.
فأما سجستان، الإقليم الذي منه الإمام أبو داود: فهو إقليم صغير منفرد، متاخم لإقليم السند، غربيه بلد هراة، وجنوبيه مفازة، بينه وبين إقليم فارس وكرمان، وشرقيه مفازة وبرية بينه وبين مكران التي هي قاعدة السند، وتمام هذا الحد الشرقي بلاد الملتان، وشماليه أول الهند.
فأرض سجستان كثيرة النخل والرمل، وهي من الإقليم الثالث من السبعة، وقصبة سجستان هي: زرنج، وعرضه اثنتان وثلاثون درجة، وتطلق زرنج، على سجستان، ولها سور، وبها جامع عظيم، وعليها نهر كبير، وطولها من جزائر الخالدات تسع وثمانون درجة، والنسبة إليها أيضا:" سجزي "، وهكذا ينسب أبو عوانة الإسفراييني، أبا داود فيقول: السجزي، وإليها ينسب مسند الوقت أبو الوقت السجزي. وقد قيل -وليس بشيء-: إن أبا داود من سجستان قرية من أعمال البصرة، ذكره القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان " فأبو داود أول ما قدم من البلاد، دخل بغداد، وهو ابن ثمان عشرة سنة، وذلك قبل أن يرى البصرة، ثم ارتحل من بغداد إلى البصرة.
قال أبو عبيد الآجري: توفي أبو داود في سادس عشر شوال، سنة خمس وسبعين ومائتين.
قلت: كان أخوه محمد بن الأشعث أسن منه بقليل، وكان رفيقا له في الرحلة.
يروي عن: أصحاب شعبة.
روى عنه: ابن أخيه أبو بكر بن أبي داود. ومات كهلا قبل أبي دواد بمدة.