وكان ولده أبو مكتوم يحج من السراة، ويروي، إلى أن قدم فلان المرابط من أمراء المغرب، فجاور وسمع " صحيح " البخاري من أبي مكتوم، وأعطاه ذهبا جيدا، فأباعه نسخة " الصحيح "، وذهب بها إلى المغرب. وحج أبو مكتوم في سنة سبع وتسعين وأربعمائة وله بضع وثمانون سنة، وحج فيها أبو طاهر السلفي، وأبو بكر السمعاني، وجمعهم الموقف، فقال السمعاني للسلفي: اذهب بنا نسمع منه. قال السلفي: فقلت له: دعنا نشتغل بالدعاء، ونجعله شيخ مكة. قال: فاتفق أنه نفر من منى في النفر الأول مع السرويين وذهب، وفاتهما الأخذ عنه. قال السلفي: فلامني ابن السمعاني، فقلت: أنت قد سمعت " الصحيح " مثله من أبي الخير بن أبي عمران صاحب الكشميهني، وما كان معه من مروياته سواه.
قلت: ولم يسمع لأبي مكتوم بعد هذا العام بذكر ولا ورخ لنا موته.
وقد أرخ القاضي عياض موت أبي ذر في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. والصواب: في سنة أربع.
قال أبو علي بن سكرة: توفي عقب شوال.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أخبرنا أحمد بن طاوس سنة ٦١٧، أخبرنا حمزة بن كروس، أخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد كتابة، أن بشر بن محمد المزني حدثهم إملاء، حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، حدثنا الوليد بن الوليد، حدثنا ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول، فإذا كان أول يوم من شهر رمضان، هبت ريح من تحت العرش، فشققت ورق الجنة عن الحور العين. فقلن: يا رب، اجعل لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا.
قال الفقيه نصر: تفرد به الوليد بن الوليد العنسي، وقد تركوه.