للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عبد الله بن بطة: سمعت النجاد، سمعت عبد الله بن أحمد يقول: لما ورد علينا أبو زرعة، نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني! قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.

وقال صالح بن محمد جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف حديث، وعن أبي بكر بن أبي شيبة مائة ألف فقلت له: بلغني أنك تحفظ مائة ألف حديث، تقدر أن تملي علي ألف حديث من حفظ؟ قال: لا، ولكن إذا ألقي علي عرفت.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: يجوز ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال: مائة ألف كثير. قلت: فخمسين ألفا؟ قال: نعم، وستين وسبعين ألفا. حدثني من عد كتاب الوضوء والصلاة، فبلغ ثمانية عشر ألف حديث.

وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: سمعت أبا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه بالري يقول: سئل أبو زرعة عن رجل حلف بالطلاق: أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث؟ فقال: لا. ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث، كما يحفظ الإنسان: قل هو الله أحد وفي المذاكرة ثلاث مائة ألف حديث.

هذه حكاية مرسلة، وحكاية صالح جزرة أصح. روى الخطيب هذه عن عبد الله بن أحمد السوذرجاني، أنه سمع ابن منده يقول ذلك.

قال الحافظ أبو أحمد بن عدي: سمعت أبي يقول كنت بالري، وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بطلاق امرأته: أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث. فذهب قوم -أنا فيهم- إلى أبي زرعة، فسألناه، فقال: ما حمله على الحلف بالطلاق؟ قيل: قد جرى الآن منه ذلك. فقال أبو زرعة: ليمسك امرأته، فإنها لم تطلق عليه. أو كما قال.

قال ابن عدي: سمعت الحسن بن عثمان التستري، سمعت أبا زرعة يقول: كل شيء: قال الحسن: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجدت له أصلا، إلا أربعة أحاديث.

وقال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: عجبت ممن يفتي في مسائل الطلاق، يحفظ أقل من مائة ألف حديث.