أحمد بن أبي الحواري: وسمعته يقول: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.
وعنه: إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم.
وعنه: إن من خلق الله خلقا لو زين لهم الجنان ما اشتاقوا إليها، فكيف يحبون الدنيا وقد زهدهم فيها.
قال أحمد: وسمعته يقول: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا.
قال أحمد: ورأيت أبا سليمان حين أراد أن يلبي غشي عليه، فلما أفاق، قال: بلغني أن العبد إذ حج من غير وجهه، فقال: لبيك، قيل له: لا لبيك ولا سعديك حتى تطرح ما في يديك، فما يؤمنا أن يقال لنا مثل هذا؟ ثم لبى.
قال الجنيد: شيء يروى عن أبي سليمان، أنا أستحسنه كثيرا: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس، ومن اشتغل بربه شغل عن نفسه وعن الناس.
ابن بحر الأسدي: سمعت أحمد بن أبي الحواري، سمعت أبا سليمان يقول: من وثق بالله في رزقه زاد في حسن خلقه، وأعقبه الحلم، وسخت نفسه، وقلت وساوسه في صلاته.
وعنه: الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.
ولأبي سليمان من هذا المعنى كثير في ترجمته من " تاريخ دمشق " وفي " الحلية ".
أنبأني المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي، أخبرنا أبي، أخبرنا طاهر بن سهل، أخبرنا عبد الدائم الهلالي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدثنا محمد بن خريم، سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت له: يا معلم، ما فعل الله بك؟ قال: يا أحمد، دخلت من باب صغير، فلقيت وسق شيح، فأخذت منه عودا، فلا أدري تخللت به أم رميت به؟ فأنا في حسابه من سنة.
قال سعيد بن حمدون، والسلمي، وأبو يعقوب القراب: توفي أبو سليمان سنة خمس عشرة ومائتين.