قال: فلقد رأيت عائشة وأم سليم وإنهما لمشمرات أرى خدم سوقهما، تنقزان، القرب على متونهما، وتفرغانها في أفواه القوم، وترجعان، فتملآنها، فلقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثا من النعاس.
ابن عيينة: حدثنا علي بن زيد، عن أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة وكان إذا بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم، جثا بين يديه، وقال: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله: لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة.
الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر - أو أنس - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل.
حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم حنين: من قتل قتيلا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا، وأخذ أسلابهم.
هشام، عن ابن سيرين، عن أنس: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحلق، فناول الحلاق شقه الأيمن، فحلقه، ثم دعا أبا طلحة، فأعطاه إياه، ثم ناوله شقه الأيسر، وقال: احلق، وأعطاه أبا طلحة فقسمه بين الناس.
ورواه ابن عون، عن محمد فأرسله.
قال أنس: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، فقال: يا رسول الله، إن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال: بخ! ذلك مال رابح، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين.
حميد، عن أنس، قال: كان أبو طلحة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا يفطر إلا في سفر أو مرض.