للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن درستويه: ولأبي عبيد كتب لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرية تباع كثيرة في أصناف الفقه كله، وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى ابن طاهر، فيحمل إليه مالا خطيرا. وذكر فصلا إلى أن قال: و " الغريب المصنف " من أجل كتبه في اللغة، احتذى فيه كتاب النضر بن شميل، المسمى بكتاب " الصفات " بدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس، ثم بالإبل، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود.

قال: ومنها كتابه في " الأمثال " أحسن تأليفه، وكتاب " غريب الحديث " ذكره بأسانيده، فرغب فيه أهل الحديث، وكذلك كتابه في " معاني القرآن " حدث بنصفه، ومات.

وله كتب في الفقه، فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي، فتقلد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه من رواياته، وحسنها باللغة والنحو. وله في القراءات كتاب جيد، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، وكتابه في " الأموال " من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده.

أنبأنا ابن علان، أخبرنا الكندي، أخبرنا الشيباني، أخبرنا الخطيب، أخبرنا أبو العلاء القاضي، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، أخبرنا أبو علي النحوي، حدثنا الفسطاطي، قال: كان أبو عبيد مع ابن طاهر، فوجه إليه أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها، وقال: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما علي فيه نقص، فلما عاد ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، فقال له: أيها الأمير قد قبلتها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك، وبرك عنها، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا، وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير، ففعل.