قال الحسن بن سفيان: قال محمد بن عبد الله بن نمير: ما بالعراق أكثر حديثا من أبي كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه.
وثقه النسائي وغيره.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: ما رأيت من المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أبي كريب.
وقال موسى بن إسحاق: سمعت من أبي كريب مائة ألف حديث.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: قال لي محمد بن يحيى الذهلي: من أحفظ من رأيت بالعراق؟ قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل أحفظ من أبي كريب.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت ابن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم، ويقول: ظهر لأبي كريب بالكوفة ثلاث مائة ألف حديث.
وقال محمد بن حامد بن إدريس البخاري، عن صالح بن محمد جزرة: غلبت اليبوسة مرة على رأس أبي كريب، فجيء بالطبيب، فقال: ينبغي أن يغلف رأسه بالفالوذج. قال: ففعلوا. قال: فتناوله من رأسه، ووضعه في فيه، وقال: بطني أحوج إليه من رأسي.
قلت: بلغ في رحلته إلى دمشق، فعنه قال: أتيت يحيى بن حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء فلم أسمع منه، وكنت سافرت أريد إفريقية.
قال مطين: أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن فدفنت.
قلت: فعل هذا بكتبه من الدفن والغسل والإحراق عدة من الحفاظ خوفا من أن يظفر بها محدث قليل الدين، فيغير فيها، ويزيد فيها، فينسب ذلك إلى الحافظ، أو أن أصوله كان فيها مقاطيع وواهيات ما حدث بها أبدا، وإنما انتخب من أصوله ما رواه، وما بقي، فرغب عنه، وما وجدوا لذلك سوى الإعدام. فلهذا ونحوه دفن، رحمه الله، كتبه.
قال البخاري وغيره: مات أبو كريب في يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وقال مطين: مات لثلاث بقين من جمادى الأولى ومن قال: مات سنة سبع، فقد أخطأ. وعاش سبعا وثمانين سنة.