قلت: وقد كان أبو نعيم ذا دعابة، فروى علي بن العباس المقانعي، سمعت الحسين بن عمرو العنقزي يقول: دق رجل على أبي نعيم الباب، فقال: من ذا؟ قال: أنا، قال: من أنا؟ قال: رجل من ولد آدم، فخرج إليه أبو نعيم، وقبله، وقال: مرحبا وأهلا، ما ظننت أنه بقي من هذا النسل أحد.
قلت: عدد شيوخه في التهذيب مائتان وثلاثة أنفس.
قال محمد بن جعفر القتات: حدثنا أبو نعيم الأحول من العينين سنة ثمان عشرة.
روى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، عن أبي نعيم قال: عندي عن أمير المؤمنين في الحديث سفيان أربعة آلاف.
الفضل بن زياد: سألت أحمد: أيجري عندك ابن فضيل مجرى عبيد الله بن موسى؟ قال: لا، كان ابن فضيل أستر، وكان عبيد الله صاحب تخليط، روى أحاديث سوء. قلت: فأبو نعيم يجري مجراهما؟
قال: لا، أبو نعيم يقظان في الحديث، وقام في الأمر -يعني المحنة- ثم قال: إذا رفعت أبا نعيم من الحديث فليس بشيء.
وروى المروذي، عن أبي عبد الله قال: يحيى، وعبد الرحمن، وأبو نعيم الحجة الثبت.
وروى الميموني، عن أحمد أنه أثنى على أبي نعيم، وقال: كان ثقة، يقظان في الحديث، عارفا به، ثم قام في أمر الامتحان ما لم يقم غيره، عافاه الله.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: أبو نعيم متقن حافظ، إذا روى عن الثقات، فحديثه حجة أحج ما يكون.
وقال عثمان بن أبي شيبة مرة: حدثنا الأسد. فقيل: من؟ قال: أبو نعيم.
وقال أبو حاتم: سألت عليا: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم.
وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث.
وقال أبو حاتم: ثقة يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظا جيدا، كان يحزر حديث الثوري ثلاثة آلاف وخمسمائة، وحديث مسعر نحو خمسمائة، كان يأتي بحديث الثوري على لفظ واحد لا يغيره وكان لا يلقن وكان حافظا متقنا.