فلما كان العشي، أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا، فخطب النجاشي، فقال: الحمد لله الملك القدوس السلام. أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه الذي بشر به عيسى - صلى الله عليه وسلم -. ثم خطب خالد بن سعيد، وزوجها وقبض أربع مائة دينار، ثم دعا بطعام، فأكلوا. قالت: فلما وصل إلي المال، عزلت خمسين دينارا لأبرهة، فأبت، وأخرجت حقا فيه كل ما أعطيتها فردته، وقالت: عزم علي الملك أن لا أرزأك شيئا، وقد أسلمت لله، وحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني السلام، ثم جاءتني من عند نساء الملك بعود وعنبر وزباد كثير. فقيل: بنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة ست. وقال خليفة: دخل بها سنة سبع من الهجرة. وأصحمة بالعربي: عطية. ولما توفي، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس: إن أخا لكم قد مات بأرض الحبشة فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفا، ثم صلى عليه. فنقل بعض العلماء أن ذلك كان في شهر رجب سنة تسع من الهجرة.