فصحب أنس نبيه - صلى الله عليه وسلم - أتم الصحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، وإلى أن مات، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة.
وقد روى محمد بن سعد في " طبقاته ": حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن مولى لأنس؛ أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ فقال: لا أم لك، وأين أغيب عن بدر. ثم قال الأنصاري: خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وهو غلام يخدمه.
وقد رواه عمر بن شبة، عن الأنصاري، عن أبيه عن ثمامة، قال: قيل لأنس:. . فذكر نحوه. .
قلت: لم يعده أصحاب المغازي في البدريين لكونه حضرها صبيا ما قاتل، بل بقي في رحال الجيش. فهذا وجه الجمع.
وعن أنس، قال: كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا حمزة ببقلة اجتنيتها.
وروى علي بن زيد - وفيه لين - عن ابن المسيب، عن أنس، قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي، فانطلقت بي إليه، فقالت: يا رسول الله! لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه، فليخدمك ما بدا لك. قال: فخدمته عشر سنين، فما ضربني، ولا سبني، ولا عبس في وجهي رواه الترمذي.
عكرمة بن عمار: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثنا أنس قال: جاءت بي أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أزرتني بنصف خمارها، وردتني ببعضه، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك، فادع الله له. فقال: اللهم أكثر ماله وولده. فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم.
روى نحوه جعفر بن سليمان، عن ثابت.
وروى شعبة: عن قتادة، عن أنس؛ أن أم سليم قالت: يا رسول الله! خادمك أنس، ادع الله له. فقال: اللهم أكثر ماله، وولده. فأخبرني بعض أهلي أنه دفن من صلبي أكثر من مائة.