روى عبد الله بن سالم الأشعري، عن أزهر بن عبد الله، قال: كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك، وكان فيمن يؤلب على الحجاج، وكان مع ابن الأشعث، فأتوا به الحجاج، فوسم في يده: عتيق الحجاج.
قال الأعمش: كتب أنس إلى عبد الملك: قد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين، وإن الحجاج يعرض بي حوكة البصرة، فقال: يا غلام، اكتب إلى الحجاج: ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد، فإذا جاءك كتابي، فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه، فلما أتاه الكتاب، قال للرسول: أمير المؤمنين كتب بما هنا؟ قال: إي والله؛ وما كان في وجهه أشد من هذا. قال: سمعا وطاعة، وأراد أن ينهض إليه، فقلت: إن شئت، أعلمته. فأتيت أنس بن مالك، فقلت: ألا ترى قد خافك، وأراد أن يجيء إليك، فقم إليه. فأقبل أنس يمشي حتى دنا منه، فقال: يا أبا حمزة غضبت؟ قال: نعم. تعرضني بحوكة البصرة؟ قال: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: " إياك أعني واسمعي يا جارة " أردت أن لا يكون لأحد علي منطق.
وروى عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قال: كان أنس بن مالك أبرص وبه وضح شديد، ورأيته يأكل، فيلقم لقما كبارا.
قال حميد عن أنس: يقولون: لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب، وقد جمع الله حبهما في قلوبنا.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: عن أمه: أنها رأت أنسا متخلقا بخلوق، وكان به برص، فسمعني وأنا أقول لأهله: لهذا أجلد من سهل بن سعد، وهو أسن من سهل، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا لي.
قال أبو اليقظان: مات لأنس في طاعون الجارف ثمانون ابنا. وقيل: سبعون.
وروى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال: ضعف أنس عن الصوم، فصنع جفنة من ثريد، ودعا ثلاثين مسكينا، فأطعمهم.