الحاكم: سمعت محمد بن عبد الله الصفار، سمعت إبراهيم الحربي -وحدث عن حميد بن زنجويه، عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث- فقال: اللهم لك الحمد، ورفع يديه فحمد الله، ثم قال: عندي عن عبد الله بن صالح قمطر، وليس عندي عن حميد غير هذا الطبق، وأنا أحمد الله على الصدق. زادني فيه بعض أصحابنا: عن الصفار، فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، لما أقبل الله بهذه الوجوه عليك.
ثم قال الحاكم: وسمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي، في الأدب والفقه والحديث والزهد.
ثم ذكر له كتابا في غريب الحديث، لم يسبق إليه.
قال القاضي أبو المطرف بن فطيس: سمعت أبا الحسن المقرئ، سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن بيان البغدادي، سمعت إبراهيم الحربي -ولم يكن في وقته مثله- يقول، وقد سئل عن الاسم والمسمى: لي مذ أجالس أهل العلم سبعون سنة، ما سمعت أحدا منهم يتكلم في الاسم والمسمى.
عمر بن عراك المقرئ: حدثنا إبراهيم بن المولد، حدثنا أحمد بن عبد الله بن خالد، حدثني إبراهيم الحربي، قال: كنا عند عبيد الله بن عائشة في مسجده، إذ طرقه سائل، فسأله شيئا، فلم يكن معه ما يعطيه، فدفع إليه خاتمه، فلما أن ولى السائل دعاه، فقال له: لا تظن أني دعوتك ضنة مني بما أعطيتك، إن هذا الفص شراؤه علي خمس مائة دينار، فانظر كيف تخرجه. فضرب السائل بيده إلى الخاتم، فكسره، ورمى بالفص إليه، وقال: بارك الله لك في فصك، هذه الفضة تكفيني لقوتي وقوت عيالي اليوم.
قال أبو العباس ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو، من خمسين سنة.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي، فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه.
وقيل: إن المعتضد نفذ إلى إبراهيم الحربي بعشرة آلاف، فردها.