وعن يونس البلخي قال: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم، والمراكب والجنائب والبزاة فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه، إذا هو بصوت من فوقه: يا إبراهيم: ما هذا العبث؟ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا اتق الله، عليك بالزاد ليوم الفاقة. فنزل عن دابته، ورفض الدنيا. وفي " رسالة القشيري "، قال: هو من كورة بلخ، من أبناء الملوك، أثار ثعلبا أو أرنبا، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ فنزل، وصادف راعيا لأبيه، فأخذ عباءته، وأعطاه فرسه، وما معه، ودخل البادية، وصحب الثوري والفضيل بن عياض، ودخل الشام، وكان يأكل من الحصاد وحفظ البساتين، ورأى في البادية رجلا، علمه الاسم الأعظم فدعا به، فرأى الخضر، وقال: إنما علمك أخي داود. رواها على بن محمد المصري الواعظ.
حدثنا أبو سعيد الخراز، حدثنا إبراهيم بن بشار، حدثني إبراهيم بن أدهم بذلك، لما سألته عن بدء أمره. ورويت عن ابن بشار بإسناد آخر، وزاد،
قال: فسألت بعض المشايخ عن الحلال، فقال: عليكم بالشام، فصرت إلى المصيصة فعملت بها أياما، ثم قيل لي: عليك بطرسوس فإن بها المباحات، فبينا أنا على باب البحر، اكتراني رجل أنطر بستانه، فمكثت مدة.
قال المسيب بن واضح: حدثنا أبو عتبة الخواص: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من أراد التوبة، فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس، وإلا لم ينل ما يريد.
قال خلف بن تميم: سمعت إبراهيم يقول: رآني ابن عجلان، فاستقبل القبلة ساجدا، وقال: سجدت لله شكرا حين رأيتك. .