عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: كنت إلى جانب النبي: - صلى الله عليه وسلم - فغشيته السكينة، فوقعت فخذه على فخذي، فما وجدت شيئا أثقل منها، ثم سري عنه، فقال لي: اكتب فكتبت في كتف " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ". فقام عمرو بن أم مكتوم، فقال: فكيف بمن لا يستطيع، فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السكينة، ثم سري عنه، فقال: اكتب غير أولي الضرر.
قال زيد: أنزلها الله وحدها، فكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع الكتف.
ابن أبي عروبة: عن قتادة، عن أنس: أن عبد الله بن أم مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء، عليه درع له.
أبو هلال: عن قتادة، عن أنس: أن عبد الله بن زائدة - وهو ابن أم مكتوم - كان يقاتل يوم القادسية وعليه درع له حصينة سابغة.
قال الواقدي: شهد القادسية معه الراية، ثم رجع إلى المدينة، فمات بها، ولم نسمع له بذكر بعد عمر.
قلت: ويقال استشهد يوم القادسية.
حدث عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسل، وأبو رزين الأسدي وغيرهما.
والقادسية ملحمة كبرى تمت بالعراق، وعلى المسلمين سعد بن أبي وقاص، وعلى المشركين رستم، وذو الحاجب، والجالينوس.
قال أبو وائل: كان المسلمون أزيد من سبعة آلاف، وكان العدو أربعين وقيل: ستين ألفا معهم سبعون فيلا.
قال المدائني: اقتتلوا ثلاثة أيام في آخر شوال سنة خمس عشرة، فقتل رستم وانهزموا.