وقال ابن خلكان لمجد الدين كتاب " الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف " تفسيري الثعلبي والزمخشري، وله كتاب " المصطفى المختار في الأدعية والأذكار " وكتاب لطيف في صناعة الكتابة، وكتاب " البديع في شرح مقدمة ابن الدهان " وله " ديوان رسائل ".
قلت: روى عنه ولده، والشهاب القوصي، والإمام تاج الدين، عبد المحسن بن محمد بن محمد بن الحامض شيخ الباجربقي وطائفة. وآخر من روى عنه بالإجازة الشيخ فخر الدين ابن البخاري.
قال ابن الشعار كان كاتب الإنشاء لدولة صاحب الموصل نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود، وكان حاسبا، كاتبا، ذكيا، إلى أن قال: ومن تصانيفه كتاب " الفروق في الأبنية " وكتاب " الأذواء والذوات " وكتاب " المختار في مناقب الأخيار " و " شرح غريب الطوال ". قال: وكان من أشد الناس بخلا.
قلت: من وقف عقاره لله فليس ببخيل، فما هو ببخيل، ولا بجواد، بل صاحب حزم واقتصاد -رحمه الله!
عاش ثلاثا وستين سنة. توفي في سنة ست وستمائة بالموصل.
حكى أخوه العز، قال: جاء مغربي عالج أخي بدهن صنعه، فبانت، ثمرته، وتمكن من مد رجليه، فقال لي: أعطه ما يرضيه واصرفه قلت: لماذا وقد ظهر النجح؟ قال: هو كما تقول، ولكني في راحة من ترك هؤلاء الدولة، وقد سكنت نفسي إلى الانقطاع والدعة، وبالأمس كنت أذل بالسعي إليهم، وهنا فما يجيئونني إلا في مشورة مهمة، ولم يبق من العمر إلا القليل.