قال عبد الواحد: وروى ابن بطة، عن النجاد، عن العطاردي، فأنكر علي بن ينال عليه، وأساء القول فيه، حتى همت العامة بابن ينال، فاختفى، ثم تتبع ابن بطة ما خرجه كذلك، وضرب عليه.
وقال عبيد الله الأزهري: ابن بطة ضعيف، وعندي عنه " معجم البغوي "، ولا أخرج عنه في الصحيح شيئا.
وقال حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: لم يسمع ابن بطة الغريب من بن عزيز، وقال: ادعى سماعه.
قال الخطيب: وروى ابن بطة كتب ابن قتيبة، عن ابن أبي مريم الدينوري، عنه، ولا يعرف ابن أبي مريم.
وروى ابن بطة في " الإبانة ": حدثنا إسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود حديث:" كلم الله موسى وعليه جبة صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي، فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة؟ قال: أنا الله ". فتفرد ابن بطة برفعه، وبما بعد " غير ذكي ".
وكذا غلط ابن بطة في روايات عن حفص بن عمر الأردبيلي، أنبأنا رجاء بن مرجى، فأنكر الدارقطني هذا، وقال: حفص يصغر عن هذا، فكتبوا إلى أردبيل يسألون ابنا لحفص، فعاد جوابهم بأن أباه لم ير رجاء قط فتتبع ابن بطة النسخ، وجعل ذلك عن ابن الراجيان، عن الفتح بن شخرف، عن رجاء.
قلت: فبدون هذا يضعف الشيخ.
ومر موته في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
وفيها مات القدوة أبو علي أحمد بن محمد بن علي القومساني النهاوندي -صحب الشبلي - وأبو القاسم بن الثلاج، وعبيد الله بن أبي غالب المصري، وعلي بن عبد العزيز بن مردك، وصاحب الري فخر الدولة علي بن ركن الدولة بن بويه، وشيخ الحنابلة أبو حفص العكبري، وأبو ذر عمار بن محمد التميمي، ببخارى، وأبو الحسين بن سمعون، وحفيد أبي بكر بن خزيمة، وآخرون.