قال ابن حبان: فحكى أنس ذلك الفعل منه أول قدومه المدينة، حيث كانت تحته إحدى عشرة امرأة. والخبر الأول إنما حكاه أنس في آخر قدومه المدينة، حيث كانت تحته تسع؛ لأن هذا الفعل كان منه مرات.
قلنا: أول قدومه فما كان له سوى امرأة، وهي سودة، ثم إلى السنة الرابعة من الهجرة لم يكن عنده أكثر من أربع نسوة، فإنه بنى بحفصة، وبأم سلمة في سنة ثلاث، وقبلها سودة وعائشة، ولا نعلم أنه اجتمع عنده في آن إحدى عشرة زوجة.
وقال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بين إسماعيل وداود ألف سنة، فروى خبر أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله كم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؟ قال: أربعون سنة.
حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في رجب قال: فيه البيان بأن الحبر الفاضل قد ينسى، قال؛ لأن المصطفى ما اعتمر إلا أربعا: أولاها عمرة القضاء عام القابل من عام الحديبية، قال: وكان ذلك في رمضان.
ثم الثانية حين فتح مكة في رمضان. ولما رجع من هوازن اعتمر من الجعرانة وذلك في شوال. والرابعة مع حجته. فوهم أبو حاتم كما ترى في أشياء.
ففي " الصحيحين " لأنس: اعتمر نبي الله أربع عمر، كلهن في ذي القعدة إلا التي من حجته، عمرة الحديبية، وعمرته من العام المقبل، وعمرته من الجعرانة.
وقال: ذكر ما كان يقرأ - عليه السلام - في جلوسه بين الخطبتين، فما ذكر شيئا.
توفي ابن حبان بسجستان بمدينة بست في شوال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وهو في عشر الثمانين. وما ظفرت بشيء من حديثه عاليا.