أخبرنا أبو زكريا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه سنة أربع وسبعين وستمائة، أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ بحران سنة خمس وستمائة، أخبرنا مسعود بن الحسن، أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده، أخبرنا والدي، أخبرنا الهيثم بن كليب، حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق، عن عبد الله: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوما وخرجت معه حتى انتهينا إلى المقابر، فأمرنا، فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهينا إلى قبر منها، فجلس إليه، فناجاه طويلا، ثم ارتفع نحيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باكيا، فبكينا لبكائه، ثم أقبل إلينا، فتلقاه عمر، فقال: يا نبي الله، ما الذي أبكاك؟ فقد أبكانا وأفزعنا. فأخذ بيد عمر، ثم أومأ إلينا، فأتيناه، فقال: " أفزعكم بكائي؟ قلنا: نعم. قال: إن القبر الذي رأيتموني عنده إنما هو قبر آمنة بنت وهب، وإني استأذنت ربي في الاستغفار لها، فلم يأذن لي، ونزل علي: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآيتين، فأخذني ما يأخذ الولد لوالده من الرقة، فذاك الذي أبكاني، إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنه يزهد في الدنيا ويذكر الآخرة.
هذا من غرائب الحديث، أخرجه ابن ماجه عن الثقة عن ابن وهب مختصرا، وأيوب هذا كوفي ضعفه يحيى بن معين.