وقال زكريا الساجي: هو رجل جليل عالم، لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان، ونظرائه، غلب عليه الرأي.
وعن ابن معين قال: كان يليق به القضاء، قيل: يا أبا زكريا، فالحديث؟ فقال:
إن للحرب أقواما لها خلقوا
وللدواوين كتاب وحساب
وقال أبو خيثمة: أنكر يحيى بن سعيد حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون، عن ابن عباس: احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم صائم وقيل: وهم فيه الأنصاري، رواه سفيان بن حبيب، عن حبيب، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة، وهو محرم لكن قد روى الأنصاري حديث يزيد بن الأصم هكذا.
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي، وأما السماع فقد سمع، ثم ذكر الحديث المذكور بضعفه، وقال: ذهبت للأنصاري كتب، فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكيم.
وقال الفسوي سئل ابن المديني عن الحديث المذكور، فقال ليس من ذا شيء، إنما أراد حديث يزيد بن الأصم.
الرامهرمزي: حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الخياط، من أهل رامهرمز، حدثنا القاسم بن نصر المخرمي، حدثنا سليمان بن داود المنقري، قال: وجه المأمون إلى الأنصاري خمسين ألف درهم، يقسمها بين الفقهاء بالبصرة، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه، قال الأنصاري: وكنت أتكلم عن أصحابي، فقال هلال: هي لنا، وقلت: بل هي لي ولأصحابي، فاختلفنا، فقلت لهلال: كيف تتشهد؟ فقال: أومثلي يسأل عن التشهد؟ فتشهد على حديث ابن مسعود، فقال: من حدثك به، ومن أين ثبت عندك؟ فبقي هلال، ولم يجبه، فقال الأنصاري: تصلي كل يوم، وتردد هذا الكلام، وأنت لا تدري من رواه عن نبيك؟ باعد الله بينك وبين الفقه، فقسمها الأنصاري في أصحابه.