قلت: بلا ريب هو أوسع دائرة في العلم من مكحول. محمد بن شعيب، قال: ثم قال أمية: كان قد جمع العبادة والعلم والقول بالحق. قال العباس بن الوليد البيروتي: حدثني رجل من ولد الأحنف بن قيس، قال: بلغ الثوري، وهو بمكة، مقدم الأوزاعي، فخرج حتى لقيه بذي طوى فلما لقيه، حل رسن البعير من القطار، فوضعه على رقبته، فجعل يتخلل به، فإذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. روى نحوها المحدث سليمان بن أحمد الواسطي، حدثنا عثمان بن عاصم. وروى شبيها بها إسحاق بن عباد الختلي عن أبيه: أن الثوري. . . بنحوها.
قال أحمد بن حنبل: دخل سفيان الثوري والأوزاعي على مالك، فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه، ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة - يعني الأوزاعي للإمامة. مسلمة بن ثابت: عن مالك، قال: الأوزاعي إمام يقتدى به. الشاذكوني: سمعت ابن عيينة يقول: كان الأوزاعي والثوري بمنى، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يديك في خفض الركوع ورفعه؟. فقال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. . . فقال الأوزاعي: روى لك الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعارضني بيزيد رجل ضعيف الحديث، وحديثه مخالف للسنة، فاحمر وجه سفيان. فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت؟ قال: نعم. فقال: قم بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق. قال: فتبسم سفيان لما رآه قد احتد.
علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري!. فأما الأوزاعي، فكان رجل عامة، وأما الثوري، فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي - يريد الخلافة.
قال علي بن بكار: لو خيرت لهذه الأمة، لاخترت لها أبا إسحاق الفزاري.