للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنها أو عن بعضها، وإذا ما حاول المترجمون أن يترجموا بعضا منها، فإن ترجمتهم ستكون باهتة الظلال فاقدة لأية قيمة تعبيرية، أو أية دلالة مؤثرة.

وكيف يمكن للمترجم أن يترجم بصدق وأمانة تصوير القرآن الكريم لحالة من ينفرون من دعوة الإيمان في قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} (١) {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ} (٢) {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} (٣) وهنا نلاحظ أن ملكة الخيال تصور حالة الفرار من الإيمان كما تنفر حمر الوحش من الأسود. وكيف يمكن للمترجم أن يعبر عن تصوير الصبح إذا تنفس وانفرجت ثناياه، وتصوير الأرض الهامدة التي إذا نزل عليها المطر اهتزت وربت، والتعبير عن الرجفة التي تصيب الأرض والجبال في قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} (٤).


(١) سورة المدثر الآية ٤٩
(٢) سورة المدثر الآية ٥٠
(٣) سورة المدثر الآية ٥١
(٤) سورة المزمل الآية ١٤