قلت: ومن همته أنه سمع من تلميذه أبي بكر الخطيب، وحدث عنه في حياته، وقد سمعنا المصافحة له في مجلد بإسناد عال.
قال الخطيب: كنت أذاكر الأحاديث، فيكتبها عني، ويضمنها جموعه، وسمعته يقول: كان الإمام أبو بكر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممن يحضره ورقة بلفظه، ثم يقرأ عليه، وكان يقرأ لي ورقتين، ويقول للحاضرين: إنما أفضله عليكم لأنه فقيه.
قلت: قد روى عن الإسماعيلي " صحيحه ".
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن: أخبرنا أبو محمد بن قدامة، أخبرنا أبو الفتح بن البطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب، أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كتاب يهود، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله إني لا آمن اليهود على كتابي. قال: فلما تعلمت كنت أكتب له إلى يهود إذا كتب إليهم، فإذا كتبوا إليه، قرأت كتابهم له.
ذكره البخاري تعليقا فقال: وقال خارجة بن زيد عن أبيه، لأن ابن أبي الزناد ليس من شرطه، ومع هذا فذكره بصيغة جزم لصدق عبد الرحمن ومعرفته بعلم أبيه.