وقال الحاجب: كان مليح المنظر، مطرحا للتكلف، كثير الفائدة، قوالا بالحق، ذا دين وخير، لا يخاف في الله لومة لائم، راغبا في الحديث، كان ينزل من الجبل قاصدا لمن يسمع عليه، وربما أطعم غداءه لمن يقرأ عليه، وانقطع بموته حديث كثير - يعني من دمشق. ومات في سابع ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة.
قلت: روى عنه البرزالي، والضياء، وابن المجد، والشرف بن النابلسي، والجمال بن الصابوني، والشمس بن الكمال، والتاج عبد الخالق، ومحمد بن بلغزا، وداود بن محفوظ، وعبد الكريم بن زيد، والعز بن الفراء، والعز بن العماد، والعماد عبد الحافظ والتقي ابن مؤمن، وست الأهل بنت الناصح، وإسحاق بن سلطان، وأبو جعفر بن الموازيني، وآخرون. وقد سقت من تفاصيل أحواله في " تاريخ الإسلام ". وأقدم شيء سمعه بدمشق في سنة سبع وستين وخمسمائة من عبد الله بن عبد الواحد الكناني، سمعت الكثير على أصحابه.
وفيها مات القدوة أبو أحمد جعفر بن عبد الله بن سيد بونه الخزاعي صاحب ابن هذيل، وداود بن الفاخر، وطاغية التتار جنكزخان، وقاضي حران، وأبو بكر عبد الله بن نصر الحنبلي، وعبد البر بن أبي العلاء الهمذاني، وعبد الجبار بن الحرستاني، وأبو بكر عبد العزيز بن علي السماتي والحجة عبد المحسن بن أبي العميد الخفيفي، والمعظم عيسى بن العادل، والمسند الفتح بن عبد السلام، وأبو هريرة محمد بن الليث الوسطاني.