من توفرت له إمكانية تذوق اللغة العربية بكل ما يدل عليه التعبير من دلالات، وعندما أشترط أن يكون عربي اللسان، فإنني لا أعني أن يكون عربي النسب، وإنما أعني أن يكون قد عاش في بيئة عربية تمكنه من فهم النص العربي، لكي يكون مؤهلا لتذوق النص القرآني، وفهم دلالاته، وإدراك معانيه، بكل ما يفيده النص من أبعاد، سواء في مجال الإعجاز الأسلوبي، أو في مجال التوجيه التشريعي وإقرار الأحكام.
وإنني أعرف أن كثيرا من أبناء اللغة العربية نسبا لا يملكون القدرة على فهم الدلالات العربية للنص العربي، بكل ما يملكه من طاقة في مجال التعبير أو التصوير أو التمثيل. .
٢ - أن يكون المترجم متمكنا من معرفة علوم القرآن، عالما بأصول الشريعة ومبادئها العامة، على وجه الإجمال لا التفصيل؛ وذلك لأن المترجم لا يمكن له ترجمة النص ترجمة دقيقة ما لم يكن ملما بكل ما يتعلق بذلك النص، من أسباب نزوله، ودلالاته من حيث العموم والخصوص، عارفا بكل المصطلحات اللغوية الواردة في القرآن، متمكنا من دلالاتها الشرعية على الأحكام المرادة بها، حتى يكون قادرا على اختيار اللفظ المعبر عن المعنى المراد. .
٣ - أن يكون المترجم متمكنا كل التمكن من اللغة التي يريد الترجمة إليها، وذلك لكي يكون قادرا على اختيار اللفظ الملائم والمعبر، وإن المعرفة السطحية باللغة المترجم إليها تدفع المترجم إلى أن يختار مفردات قاموسية قد لا تكون دلالاتها الفعلية منسجمة في حالة التركيب مع المعنى القرآني المراد، أو مع ما أراده المترجم من أفكار. .