أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري ألعب وأنا ابن سبع سنين، فتكلموا في الشكر، فقال: يا غلام، ما الشكر؟ قلت: أن لا يعصى الله بنعمه، فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على قوله.
السلمي: حدثنا جدي ابن نجيد قال: كان الجنيد يفتح حانوته ويدخل، فيسبل الستر ويصلي أربعمائة ركعة.
وعنه قال: أعلى الكبر أن ترى نفسك، وأدناه أن تخطر ببالك - يعني نفسك.
أبو جعفر الفرغاني: سمعت الجنيد يقول: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
قيل: كان نقش خاتم الجنيد: إن كنت تأمله فلا تأمنه.
وعنه: من خالفت إشارته معاملته، فهو مدع كذاب.
وعنه: سألت الله أن لا يعذبني بكلامي؟ وربما وقع في نفسي: أن زعيم القوم أرذلهم.
وعنه: أعطي أهل بغداد الشطح والعبارة، وأهل خراسان القلب والسخاء، وأهل البصرة الزهد والقناعة، وأهل الشام الحلم والسلامة، وأهل الحجاز الصبر والإنابة.
وقيل لبعض المتكلمين -ويقال: هو ابن كلاب ولم يصح-: قد ذكرت الطوائف، وعارضتهم، ولم تذكر الصوفية، فقال: لم أعرف لهم علما ولا قولا، ولا ما راموه. قيل: بل هم السادة.