أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه، وشهدة بنت حسان قالا: أخبرنا جعفر بن علي المالكي، أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود، فإذا وقف منصف على مصنفاته، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته. وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم، وطوف، ثم ألف في فنون من العلم، وصنف، وفي شيوخه كثرة، وكذلك في تصانيفه، منها " شرح السنن "، الذي عولنا على الشروع في إملائه وإلقائه، وكتابه في غريب الحديث، ذكر فيه ما لم يذكره أبو عبيد، ولا ابن قتيبة في كتابيهما، وهو كتاب ممتع مفيد، ومحصله بنية موفق سعيد، ناولنيه القاضي أبو المحاسن بالري، وشيخه فيه عبد الغافر الفارسي يرويه عن أبي سليمان، ولم يقع لي من تواليفه سوى هذين الكتابين مناولة لا سماعا عند اجتماعي بأبي المحاسن، لعارضة قد برحت بي، وبلغت مني، لولاها لما توانيت في سماعهما، وقد روى لنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي كتاب " العزلة ". عن أبي عمرو الرزجاهي، عنه، وأنا أشك هل سمعته كاملا أو بعضه. . .
إلى أن قال السلفي: وحدث عنه أبو عبيد الهروي في كتاب: " الغريبين "، فقال: أحمد بن محمد الخطابي، ولم يكنه. ووافقه على ذلك أبو منصور الثعالبي كما قال الجم الغفير، لا كما قالاه، وقال أحد الأدباء ممن أخذ عن ابن خرزاذ النجيرمي في كتاب " اليتيمة "، لكنه كناه، وقال: أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم البستي صاحب " غريب الحديث "، والصواب في اسمه: حمد وهو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي من ولد زيد بن الخطاب، وله -رحمه الله- شعر هو سحر.
قلت: وله " شرح الأسماء الحسنى " وكتاب: " الغنية عن الكلام وأهله "، وغير ذلك.