للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح، أخبرنا يعقوب بن يوسف القزويني، حدثنا محمد بن سعيد، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: إن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى، فقام يصلي في القمر فوق بيت المقدس، فذكر أمورا كان صنعها، فخرج، فتدلى بسبب، فأصبح السبب معلقا في المسجد، وقد ذهب، فانطلق حتى أتى قوما على شط البحر، فوجدهم يصنعون لبنا، فسألهم: كيف تأخذون هذا اللبن؟ فأخبروه، فلبن معهم، وكان يأكل من عمل يده، فإذا كان حين الصلاة، تطهر فصلى، فرفع ذلك العمال إلى قهرمانهم، إن فينا رجلا يفعل كذا وكذا، فأرسل إليه، فأبى أن يأتيه -ثلاث مرات- ثم إنه جاءه بنفسه يسير على دابته، فلما رآه فر، واتبعه فسبقه، فقال: أنظرني أكلمك. قال: فقام حتى كلمه، فأخبره خبره، فلما أخبره خبره، وأنه كان ملكا، وأنه فر من رهبة الله، قال: إني لأظن أني لاحق بك. فلحقه، فعبدا الله حتى ماتا برملة مصر.

قال عبد الله: لو كنت ثم لاهتديت إلى قبريهما من صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي وصف.

هذا حديث غريب عال.

قال السمعاني: كان عبد القادر من أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح دين خير، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة، تفقه على المخرمي، وصحب الشيخ حمادا الدباس، وكان يسكن بباب الأزج في مدرسة بنيت له، مضينا لزيارته، فخرج وقعد بين أصحابه، وختموا القرآن، فألقى درسا ما فهمت منه شيئا، وأعجب من ذا أن أصحابه قاموا وأعادوا الدرس، فلعلهم فهموا لإلفهم بكلامه وعبارته.