قلت: هذه من زلقات يحيى القطان. بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرا أوثق من مجالد. ولم يلتفتوا إلى قول يحيى. وقال إسحاق بن حكيم: قال يحيى القطان: جعفر ما كان كذوبا. وقال إسحاق ابن راهويه، قلت للشافعي في مناظرة جرت: كيف جعفر بن محمد عندك؟ قال: ثقة. وروى عباس عن يحيى بن معين: جعفر بن محمد ثقة مأمون. وروى أحمد بن زهير، والدارمي، وأحمد بن أبي مريم، عن يحيى: ثقة. وزاد ابن أبي مريم عن يحيى: كنت لا أسأل يحيى بن سعيد عن حديثه. فقال: لم لا تسألني عن حديث جعفر؟ قلت: لا أريده. فقال: إن كان يحفظ، فحديث أبيه المسند، يعني حديث جابر في الحج. ثم قال يحيى بن معين: وخرج حفص بن غياث إلى عبادان وهو موضع رباط، فاجتمع إليه البصريون، فقالوا: لا تحدثنا عن ثلاثة ; أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد، وجعفر بن محمد. فقال: أما أشعث فهو لكم، وأما عمرو فأنتم أعلم به، وأما جعفر فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، وسئل عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وسهيل عن أبيه، والعلاء عن أبيه، أيها أصح؟ قال: لا يقرن جعفر إلى هؤلاء. وسمعت أبا حاتم يقول: جعفر لا يسأل عن مثله.
قلت: جعفر ثقة صدوق. ما هو في الثبت كشعبة، وهو أوثق من سهيل وابن إسحاق. وهو في وزن ابن أبي ذئب ونحوه. وغالب رواياته عن أبيه مراسيل.
قال أبو أحمد بن عدي: له حديث كثير عن أبيه، عن جابر وعن آبائه، ونسخ لأهل البيت. وقد حدث عنه الأئمة. وهو من ثقات الناس كما قال ابن معين.
وعن عمرو بن أبي المقدام قال: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين. قد رأيته واقفا عند الجمرة يقول: سلوني، سلوني.
وعن صالح بن أبي الأسود، سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.