قال: فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله.
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم، ففدى كل قوم أسيرهم، بما تراضوا. وقال العباس: يا رسول الله، إني كنت مسلما. . .
إلى أن قال: وأنزلت: يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم.
قال: فأعطاني الله مكان العشرين أوقية في الإسلام، عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى.
قال ابن إسحاق: وكان أكثر الأسارى فداء يوم بدر العباس، افتدى نفسه بمائة أوقية من ذهب.
وعن ابن عباس، قال: أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسارى في الوثاق، فبات ساهرا أول الليل، فقيل: يا رسول الله، مالك لا تنام؟ قال: سمعت أنين عمي في وثاقه، فأطلقوه، فسكت، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: أسر العباس رجل، ووعدوه أن يقتلوه، فقال رسول الله: إني لم أنم الليلة من أجل العباس؛ زعمت الأنصار أنهم قاتلوه، فقال عمر: أآتيهم يا رسول الله؟ فأتى الأنصار فقال: أرسلوا العباس. قالوا: إن كان لرسول الله رضى فخذه.
سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: قيل: يا رسول الله - بعدما فرغ من بدر - عليك بالعير ليس دونها شيء، فقال العباس - وهو في وثاقه -: لا يصلح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم؟ قال: لأن الله وعدك إحدى الطائفتين، فقد أعطاك ما وعدك.
هكذا رواه إسرائيل. ورواه عمرو بن ثابت، عن سماك، عن عكرمة، مرسلا.