وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل بقصيدة، فوصله بمائة وعشرين ألفا وثياب.
قال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها. فوقفت له وقد كتبت على خدها بالغالية " جعفر "، فتأملها، ثم أنشأ يقول:
وكاتبة بالمسك في الخد جعفرا
بنفسي محط المسك من حيث أثرا
لئن أودعت سطرا من المسك خدها
لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا
وفي أول خلافته كانت الزلزلة بدمشق، سقط شرفات الجامع، وانصدع حائط المحراب، وهلك خلق تحت الردم، دامت ثلاث ساعات، وهرب الناس إلى المصلى يستغيثون.
وقال أحمد بن كامل في " تاريخه ": ومات تحت الهدم معظم أهلها، كذا قال، وامتدت إلى الجزيرة، وهلك بالموصل خمسون ألفا، وبأنطاكية عشرون ألفا، وبلي ابن أبي دواد بالفالج. وفي سنة ٢٣٤ أظهر المتوكل السنة، وزجر عن القول بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار، واستقدم المحدثين إلى سامراء، وأجزل صلاتهم، ورووا أحاديث الرؤية والصفات. ونزع الطاعة محمد بن البعيث نائب أذربيجان وأرمينية، فسار لحربه بغا الشرابي، ثم بعد فصول أسر. وفي سنة ٢٣٥ ألزم المتوكل النصارى بلبس العسلي. وفي سنة ست أحضر القضاة من البلدان ليعقد بولاية العهد لبنيه: المنتصر محمد، ثم للمعتز، ثم للمؤيد إبراهيم. وكانت الوقعة بين المسلمين والروم، ونصر الله. وفي سنة ست وثلاثين هدم المتوكل قبر الحسين -رضي الله عنه-. فقال البسامي أبياتا منها: أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما وكان المتوكل فيه نصب وانحراف، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور، وأمر أن يزرع، ومنع الناس من انتيابه.