للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة ثمان وثلاثين، عصى متولي تفليس، فنازلها بغا، وقتل متوليها وأحرقها، وفعل القبائح، وافتتح عدة حصون. وأقبلت الروم في ثلاثمائة مركب، فكبسوا دمياط، وسبوا ستمائة امرأة، وأحرقوا، وردوا مسرعين، فحصنها المتوكل. وفي سنة ٢٣٩ غزا يحيى بن علي الأرمني بلاد الروم، حتى قرب من القسطنطينية، وأحرق ألف قرية، وسبى عشرين ألفا، وقتل نحو العشرة آلاف، وعزل يحيى بن أكثم من القضاء، وأخذ منه أربعة آلاف جريب ومائة ألف دينار. وفي سنة أربعين فيها سمع أهل خلاط صيحة من السماء، مات منها جماعة كثيرة. وفي سنة ٢٤١ ماجت النجوم، وتناثرت شبه الجراد أكثر الليل، فكان ذلك آية مزعجة. وفيها خرج ملك البجاة، وسار المصريون لحربه، فحملوا على البجاة، فنفرت جمالهم، وكانوا يقاتلون، ثم تمزقوا، وقتل خلق، وجاء ملكهم بأمان إلى المتوكل، وهم يعبدون الأصنام. وفي سنة ٢٤٢ الزلزلة بقومس والدامغان، والري وطبرستان، ونيسابور، وأصبهان، وهلك منها بضعة وأربعون ألفا، وانهد نصف مدينة الدامغان. وفي سنة ٢٤٤ نفى المتوكل طبيبه بختيشوع. واتفق عيد النحر وعيد النصارى وعيد الفطير في يوم واحد. وفي سنة ٢٤٥ عمت الزلزلة الدنيا، ومات منها خلائق. وبنى المتوكل الماحوزة، وسماها الجعفري، وأنفق عليها بعد معاونة الجيش له ألفي ألف دينار، وتحول إليها، وفيها وقع بناحية بلخ مطر كالدم العبيط.

وكان المتوكل جوادا ممدحا لعابا، وأراد أن يعزل من العهد المنتصر، ويقدم عليه المعتز لحبه أمه قبيحة، فأبى المنتصر، فغضب أبوه وتهدده، وأغرى به، وانحرفت الأتراك على المتوكل لمصادرته وصيفا وبغا حتى اغتالوه.

قال المبرد: قال المتوكل لعلي بن محمد بن الرضا: ما يقول ولد أبيك في العباس؟.