الخلال: حدثنا أحمد بن حمدون، قال المروذي: رأيت كأن القيامة قد قامت، والملائكة حول بني آدم، ويقولون: قد أفلح الزاهدون اليوم في الدنيا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: يا أحمد! هلم إلى العرض على الله. قال: فرأيت أحمد والمروذي وحده خلفه، وقد رئي أحمد راكبا، فقيل: إلى أين يا أبا عبد الله؟ قال: إلى شجرة طوبى نجلو أبا بكر المروذي.
قال الخلال: المروذي أول أصحاب أبي عبد الله، وأورعهم. روى عن أبي عبد الله مسائل مشبعة كثيرة، وأغرب على أصحابه في دقاق المسائل وفي الورع، وهو الذي غمض أبا عبد الله وغسله، ولم يكن أبو عبد الله يقدم عليه أحدا.
توفي أبو بكر في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين.
وكان إماما في السنة، شديد الاتباع، له جلالة عجيبة ببغداد.
حدثنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي في كتابه، عن أسعد بن روح، وعائشة بنت معمر، قالا: أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن دبيس ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، حدثنا محمد بن أبي بكر البصري، حدثنا سلام، عن ثابت، عن أنس، قال: أوحى الله -تعالى- إلى يوسف: يا يوسف: من نجاك من القتل إذ هم إخوتك بقتلك؟ قال: أنت يا رب. قال: فمن نجاك من المرأة إذ هممت بها؟ قال: أنت. قال: فما بالك نسيتني، وذكرت مخلوقا؟ قال: يا رب! كلمة تكلم بها لساني، ووجب قلبي. قال: وعزتي لأخلدنك في السجن سنين. غريب موقوف.