الواقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن عمته أم بكر بنت المسور؛ عن أبيها، أنه وجد يوم القادسية إبريق ذهب بالياقوت والزبرجد، فنفله سعد إياه، فباعه بمائة ألف.
وفي " مسند أحمد "، ورواه مسلم عنه؛ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة، أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه أنهم قدموا المدينة من عند يزيد مقتل الحسين، فلقيه المسور بن مخرمة، فقال: هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ قلت: لا. قال: هل أنت معطي سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه. وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي. إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل، فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم، فقال: إن فاطمة بضعة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها. ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، فأحسن، قال: حدثني فصدقني، ووعدني، فوفى لي، وإني لست أحرم حلالا، ولا أحل حراما، ولكن - والله - لا تجتمع ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابنة عدو الله مكانا واحدا أبدا.
ففيه أن المسور كان كبيرا محتلما إذ ذاك. وعن عطاء بن يزيد قال: كان ابن الزبير لا يقطع أمرا دون المسور بمكة.
وعن أبي عون، قال: لما دنا الحصين بن نمير لحصار مكة، أخرج المسور سلاحا قد حمله من المدينة ودروعا، ففرقها في موال له فرس جلد، فلما كان القتال، أحدقوا به، ثم انكشفوا عنه، والمسور يضرب بسيفه، وابن الزبير في الرعيل الأول. وقتل موالي مسور من الشاميين نفرا. وقيل: أصابه حجر المنجنيق فانفلقت منه قطعة أصابت خد المسور وهو يصلي، فمرض، ومات في اليوم الذي جاء فيه نعي يزيد.
فعن أم بكر قالت: كنت أرى العظام تنزع من خده. بقي خمسة أيام، ومات.