للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تفقه بإفريقية على سحنون بن سعيد. ذكره أحمد بن أبي خيثمة، فقال: ما كنا نسميه إلا المكنسة، وهل احتاج بلد فيه بقي إلى أن يرحل إلى هاهنا منه أحد؟! قال طاهر بن عبد العزيز الأندلسي: حملت معي جزءا من " مسند " بقي بن مخلد إلى المشرق، فأريته محمد بن إسماعيل الصائغ، فقال: ما اغترف هذا إلا من بحر. وعجب من كثرة علمه.

وقال إبراهيم بن حيون، عن بقي بن مخلد، قال: لما رجعت من العراق، أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه، وسمع مني سبعة أحاديث.

وقال أبو الوليد بن الفرضي في " تاريخه ": ملأ بقي بن مخلد الأندلس حديثا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيون: أحمد بن خالد ومحمد بن الحارث، وأبو زيد، ما أدخله من كتب الاختلاف، وغرائب الحديث، فأغروا به السلطان وأخافوه به، ثم إن الله أظهره عليهم، وعصمه منهم، فنشر حديثه وقرأ للناس روايته. ثم تلاه ابن وضاح، فصارت، الأندلس دار حديث وإسناد. ومما انفرد به، ولم يدخله سواه " مصنف " أبي بكر بن أبي شيبة بتمامه، و " كتاب الفقه " للشافعي بكماله -يعني " الأم " - و " تاريخ " خليفة، و " طبقات " خليفة، وكتاب " سيرة عمر بن عبد العزيز "، لأحمد بن إبراهيم الدورقي. . . . وليس لأحد مثل " مسنده ".

وكان ورعا فاضلا زاهدا. . . قد ظهرت له إجابات الدعوة في غير ما شيء.

قال: وكان المشاهير من أصحاب ابن وضاح لا يسمعون منه، للذي بينهما من الوحشة. . . ولد في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين.

وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: لم يقع إلي حديث مسند من حديث بقي.

قلت: عمل له ترجمة حسنة في " تاريخه ".

قال الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل " تفسير " بقي، لا " تفسير محمد بن جرير، ولا غيره.