للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فخرجا، ولم يعودا، وخرجا إلى حد العداوة. وألف أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر القرطبي، الميت في عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة كتابا في أخبار علماء قرطبة، ذكر فيه بقي بن مخلد، فقال: كان فاضلا تقيا، صواما قواما متبتلا، منقطع القرين في عصره، منفردا عن النظير في مصره، كان أول طلبه عند محمد بن عيسى الأعشى، ثم رحل، فحمل عن أهل الحرمين، ومصر، والشام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط وبغداد، وخراسان -كذا قال، فغلط، لم يصل إلى خراسان، بل ولا إلى همذان، وما أدري هل دخل الجزيرة أم لا؟ ويظهر ذلك لمن تأمل شيوخه- ثم قال: وعدن والقيروان -قلت: وما دخل الرجل إلى اليمن -قال: وذكر عبد الرحمن بن أحمد، عن أبيه: أن امرأة جاءت إلى بقي، فقالت: إن ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإنني والهة. قال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره. ثم أطرق، وحرك شفتيه، ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل، سقط قيدي. قال: فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشيخ. قال: فصاح على المرسم بنا، ثم نظر وتحير، ثم أحضر الحداد وقيدني، فلما فرغه ومشيت سقط القيد، فبهتوا، ودعوا رهبانهم، فقالوا: ألك والدة؟ قلت: نعم، قالوا: وافق دعاءها الإجابة.

هذه الواقعة حدث بها الحافظ حمزة السهمي، عن أبي الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك، قال: سمعت عبد الرحمن بن أحمد، حدثنا أبي. . . فذكرها، وفيها: ثم قالوا: قد أطلقك الله، فلا يمكننا أن نقيدك. فزودوني، وبعثوا بي.