للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك قال: بقية كان صدوقا، لكنه يكتب عمن أقبل وأدبر.

وقال يحيى بن المغيرة الرازي، عن ابن عيينة: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.

قلت: لهذا أكثر الأئمة على التشديد في أحاديث الأحكام، والترخيص قليلا، لا كل الترخص في الفضائل والرقائق، فيقبلون في ذلك ما ضعف إسناده، لا ما اتهم رواته، فإن الأحاديث الموضوعة، والأحاديث الشديدة الوهن لا يلتفتون إليها، بل يروونها للتحذير منها، والهتك لحالها، فمن دلسها أو غطى تبيانها، فهو جان على السنة، خائن لله ورسوله. فإن كان يجهل ذلك، فقد يعذر بالجهل، ولكن سلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

قال أبو معين الرازي، عن يحيى بن معين قال: كان شعبة مبجلا لبقية حيث قدم بغداد.

عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سئل أبي عن بقية وإسماعيل، فقال: بقية أحب إلي، وإذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين، فلا تقبلوه.

قال أحمد بن زهير: سئل ابن معين عن بقية، فقال: إذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره، وأما إذا حدث عن أولئك المجهولين، فلا، وإذا كنى الرجل أو لم يسم اسمه، فليس يساوي شيئا.

وسئل: أيما أثبت هو أو إسماعيل؟ قال: كلاهما صالحان.

يعقوب بن شيبة عن أحمد بن العباس، سمع يحيى بن معين يقول: بقية يحدث عمن هو أصغر منه، وعنده ألفا حديث عن شعبة صحاح، كان يذاكر شعبة بالفقه. ولقد قال لي أبو نعيم: كان بقية يضن بحديثه عن الثقات. طلبت منه كتاب صفوان قال: كتاب صفوان؟ ثم قال ابن معين: كان يحدث عن الضعفاء بمائة حديث، قبل أن يحدث عن الثقة بحديث.

قال يعقوب بن شيبة: بقية ثقة، حسن الحديث إذا حدث عن المعروفين، ويحدث عن قوم متروكي الحديث وضعفاء، ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم، وعن كناهم إلى أسمائهم ويحدث عمن هو أصغر منه. حدث عن سويد بن سعيد الحدثاني.