ثم إن بلالا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني؟ فانتبه حزينا، وركب راحلته، وقصد المدينة، فأتى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يبكي عنده، ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال، نشتهي أن نسمع أذانك. ففعل، وعلا السطح، ووقف، فلما أن قال: الله أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ازداد رجتها، فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن، وقالوا: بعث رسول الله، فما رئي يوم أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك اليوم.
إسناده لين وهو منكر.
قتيبة: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد قال: ذكر عمر فضل أبي بكر، فجعل يصف مناقبه، ثم قال: وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته.
أبو هشام الرفاعي: حدثنا ابن فضيل، حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال: بلغ بلالا أن ناسا يفضلونه على أبي بكر، فقال: كيف يفضلوني عليه وإنما أنا حسنة من حسناته.
الواقدي: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: حدثني من رأى بلالا رجلا آدم، شديد الأدمة، نحيفا، طوالا، أجنأ، له شعر كثير، وخفيف العارضين، به شمط كثير، وكان لا يغير.
وقيل: كان بلال ترب أبي بكر.
قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال: غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه، قال: تقول امرأته: واويلاه! فقال: وافرحاه!.
قال محمد بن إبراهيم التيمي، وابن إسحاق، وأبو عمر الضرير، وجماعة: توفي بلال سنة عشرين بدمشق.
قال الواقدي: ودفن بباب الصغير وهو ابن بضع وستين سنة.
وقال علي بن عبد الله التميمي: دفن بباب كيسان.
وقال ابن زيد: حمل من داريا، فدفن بباب كيسان. وقيل: مات سنة إحدى وعشرين.