إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن حاطب: أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير، فقال: انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فائتياني به، فلقياها، وطلبا الكتاب، وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها. قالت: ألستما مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن رسول الله حدثنا أن معك كتابا، فحلته من رأسها. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا حتى قرئ عليه الكتاب، فاعترف، فقال: ما حملك؟ قال: كان بمكة قرابتي وولدي، وكنت غريبا فيكم معشر قريش، فقال عمر: ائذن لي - يا رسول الله - في قتله. قال: لا، إنه قد شهد بدرا، وإنك لا تدري، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فإني غافر لكم. إسناده صالح. وأصله في " الصحيحين ".
وقد أتى بعض مواليه إلى عمر بن الخطاب يشكون منه من أجل النفقة عليهم؛ فلامه في ذلك.
وعبد الرحمن ولده، ممن ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وله رؤية.
يروي عنه ولده الفقيه يحيى، وعروة بن الزبير، وغيرهما. توفي سنة ثمان وستين.