أبو عوانة، عن سليمان، عن ثابت أبي المقدام، عن أبي يحيى، قال: سأل رجل حذيفة، وأنا عنده، فقال: ما النفاق؟ قال: أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به.
سلام بن مسكين، عن ابن سيرين: أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن: اسمعوا له وأطيعوا، وأعطوه ما سألكم. فخرج من عند عمر على حمار موكف، تحته زاده. فلما قدم استقبله الدهاقين وبيده رغيف، وعرق من لحم.
ولي حذيفة إمرة المدائن لعمر، فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان، وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة.
قال حذيفة: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي، فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا: ما نريد إلا المدينة ; فأخذوا العهد علينا: لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه. فأخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- قد أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة.
وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك.
وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو. وعلى يده فتح الدينور عنوة. ومناقبه تطول، رضي الله عنه.
أبو إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، قال: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم- بعضلة ساقي فقال: الائتزار هاهنا، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلا حق للإزار فيما أسفل من الكعبين.
وفي لفظ: فلا حق للإزار في الكعبين.
عقيل، ويونس، عن الزهري: أخبرني أبو إدريس: سمع حذيفة يقول: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة.
قال حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني.