قال شعبة: كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار. وقال وهيب بن خالد: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا.
قال أحمد بن حنبل: هو أعلم من غيره بحديث علي بن زيد بن جدعان. قال علي بن المديني: كان عند يحيى بن ضريس الرازي، عن حماد بن سلمة، عشرة آلاف حديث. قلت: يعني بالمقاطيع والآثار. قال أحمد: أعلم الناس بثابت البناني حماد بن سلمة، وهو أثبتهم في حميد الطويل.
وروى إسحاق الكوسج، عن ابن معين، قال: حماد بن سلمة ثقة وقال علي بن المديني: هو عندي حجة في رجال، وهو أعلم الناس بثابت البناني، وعمار بن أبي عمار، ومن تكلم في حماد فاتهموه في الدين.
قلت: كان بحرا من بحور العلم، وله أوهام في سعة ما روى، وهو صدوق حجة، إن شاء الله، وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد، وتحايد البخاري إخراج حديثه، إلا حديثا خرجه في الرقاق، فقال: قال لي أبو الوليد: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي. ولم ينحط حديثه عن رتبة الحسن، ومسلم روى له في الأصول، عن ثابت، وحميد، لكونه خبيرا بهما.
قال عمرو بن عاصم كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا جعفر الطيالسي: سمعت عفان يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا.
وقال حجاج بن منهال: حدثنا حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين. قال أبو عبد الله الحاكم: قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد، ولم يخرج له مسلم في الأصول، إلا من حديثه عن ثابت، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت.
قال عبد الله بن معاوية الجمحي: حدثنا الحمادان، وفضل ابن سلمة على ابن زيد، كفضل الدينار على الدرهم -يعني الذي اسم جده دينار أفضل من حماد بن زيد، الذي اسم جده درهم-. وهذا محمول، على جلالته ودينه، وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد، هو نظير مالك في التثبت.