للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بكر بن عياش: عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: لما قتل حمزة أقبلت صفية أخته، فلقيت عليا والزبير، فأرياها أنهما لا يدريان، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " فإني أخاف على عقلها "، فوضع يده على صدرها ودعا لها، فاسترجعت وبكت. ثم جاء فقام عليه، وقد مثل به، فقال: " لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع "، ثم أمر بالقتلى، فجعل يصلي عليهم بسبع تكبيرات ويرفعون، ويترك حمزة، ثم يجاء بسبعة، فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم. يزيد ليس بحجة، وقول جابر: لم يصل عليهم أصح.

وفي " الصحيحين " من حديث عقبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، صلى على قتلى أحد صلاته على الميت، فهذا كان قبل موته بأيام ويروى من حديث ابن عباس وأبي هريرة قوله عليه السلام: " لإن ظفرت بقريش، لأمثلن بسبعين منهم فنزلت وإن عاقبتم الآية.

عبدان: أخبرنا عيسى بن عبيد الكندي، حدثني ربيع بن أنس، حدثني أبو العالية، عن أبي بن كعب أنه أصيب من الأنصار يوم أحد سبعون. قال: فمثلوا بقتلاهم، فقالت الأنصار: لإن أصبنا منهم يوما من الدهر، لنربين عليهم. فلما كان يوم فتح مكة، نادى رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم. مرتين. فأنزل الله على نبيه وإن عاقبتم الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كفوا عن القوم ". يونس بن بكير: عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: جاءت صفية يوم أحد معها ثوبان لحمزة، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كره أن ترى حمزة على حاله. فبعث إليها الزبير يحبسها، وأخذ الثوبين. وكان إلى جنب حمزة قتيل من الأنصار، فكرهوا أن يتخيروا لحمزة فقال: " أسهموا بينهما فأيهما طار له أجود الثوبين فهو له ". فأسهموا بينهما، فكفن حمزة في ثوب، والأنصاري في ثوب.