وقال بقية: كان الأوزاعي يعظم خالد بن معدان، فقال لنا: له عقب؟ فقلنا: له ابنة. قال: ائتوها، فسلوها عن هدي أبيها. قال: فكان سبب إتياننا عنده بسبب الأوزاعي.
وقال صفوان بن عمرو: كان خالد بن معدان إذا أمر الناس بالغزو كان فسطاطه أول فسطاط بدابق.
وقال أبو أسامة: كان الثوري إذا جلسنا معه إنما يسمع " الموت الموت " ; فحدثنا عن ثور، عن خالد بن معدان، قال: لو كان الموت علما يستبق إليه ما سبقني إليه أحد ; إلا أن يسبقني رجل بفضل قوة. قال: فما زال الثوري يحب خالد بن معدان مذ بلغه هذا عنه.
الوليد بن مسلم، عن عبدة بنت خالد، قالت: قلما كان خالد يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ; ثم يسميهم ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم، فعجل رب قبضي إليك. حتى يغلبه النوم وهو في بعض ذلك.
ابن المبارك، عن ثور، عن خالد بن معدان، قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر.
وقال شجاع بن الوليد، عن عمرو الإيامي، عن خالد بن معدان، قال: ما من آدمي إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ; فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعد بالغيب، فأمن الغيب بالغيب.
بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، قال: كان إبراهيم خليل الله إذا أتي بقطف من العنب، أكل حبة حبة، وذكر الله عند كل حبة.
الأوزاعي: بلغني عن خالد بن معدان أنه كان يقول: أكل وحمد خير من أكل وصمت.
حريز بن عثمان، عن خالد بن معدان، قال: إذا فتح أحدكم باب خير فليسرع إليه ; فإنه لا يدري متى يغلق عنه.