وقال قاسم بن أصبغ الحافظ: ذاكرت ابن جرير الطبري، وابن سريج في كتاب ابن قتيبة في الفقه، فقالا: ليس بشيء، فإذا أردت الفقه، فكتب أصحاب الفقه، كالشافعي، وداود، ونظرائهما. ثم قالا: ولا كتب أبي عبيد في الفقه، أما ترى كتابه في " الأموال "، مع أنه أحسن كتبه؟
وقال ابن حزم: كان داود عراقيا، كتب ثمانية عشر ألف ورقة، ومن أصحابه: أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن رويم، وأبو بكر بن النجار، وأبو الطيب محمد بن جعفر الديباجي، وأحمد بن مخلد الإيادي، وأبو سعيد الحسن بن عبيد الله، صاحب التصانيف، وأبو بكر محمد بن أحمد الدجاجي، وأبو نصر السجستاني ثم سرد أسماء عدة من تلامذته.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي، أخبرنا علي بن عبد السلام، أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، في " طبقات الفقهاء " له، قال: ذكر فقهاء بغداد، ومنهم: أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني، ولد في سنة اثنتين ومائتين ومات سنة سبعين ومائتين.
أخذ العلم عن: إسحاق ابن راهويه، وأبي ثور ; وكان زاهدا متقللا وقيل: إنه كان في مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر، وكان من المتعصبين للشافعي، وصنف كتابين في فضائله والثناء عليه، وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد، وأصله من أصفهان، ومولده بالكوفة، ومنشؤه ببغداد، وقبره بها في الشونيزية.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرنا الحسين بن عبد الله، قال: سألت المروذي عن قصة داود الأصبهاني، وما أنكر عليه أبو عبد الله، فقال: كان داود خرج إلى خراسان، إلى ابن راهويه، فتكلم بكلام شهد عليه أبو نصر بن عبد المجيد وآخر، شهدا عليه أنه قال: القرآن محدث.