للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عبد الله بن عون إذا ذكر من يعجبه، ذكر رجاء بن حيوة قال الأصمعي: سمعت ابن عون يقول: رأيت ثلاثة ما رأيت مثلهم: محمد بن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام.

الأنصاري، عن ابن عون، قال: كان إبراهيم والشعبي والحسن، يأتون بالحديث على المعاني، وكان القاسم وابن سيرين ورجاء يعيدون الحديث على حروفه.

ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء بن حيوة ثلاثين دينارا في كل شهر، فلما ولي هشام الخلافة قال: ما هذا برأي. فقطعها، فرأى هشام أباه في النوم، فعاتبه في ذلك، فأجراها.

قلت: كان في نفس هشام [منه شيء] لكونه عمل على تأخير وقت وفاة أخيه سليمان، وعقد الخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز.

قال رجاء بن أبي سلمة: نظر رجاء بن حيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح فقال: انتبه ; لا يظنون أن ذا عن سهر.

عبد الله بن بكر السهمي: حدثنا محمد بن ذكوان، عن رجاء بن حيوة، قال: كنت واقفا على باب سليمان إذ أتاني آت لم أره قبل ولا بعد، فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا وابتلي بك، وفي قربه الوتغ فعليك بالمعروف وعون الضعيف، يا رجاء، من كانت له منزلة من سلطان، فرفع حاجة ضعيف لا يستطيع رفعها، لقي الله وقد شد قدميه للحساب بين يديه.

قلت: كان رجاء كبير المنزلة عند سليمان بن عبد الملك، وعند عمر بن عبد العزيز، وأجرى الله على يديه الخيرات، ثم إنه بعد ذلك أخر، فأقبل على شأنه.

فعن ابن عون، قال: قيل لرجاء: إنك كنت تأتي السلطان فتركتهم! فقال: يكفيني الذي أدعهم له.