للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى علي بن زيد، عن ابن المسيب، قال: قال لي ابن عمر: أتدري لم سميت ابني سالما؟ قلت: لا. قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة - يعني أحد السابقين.

يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، قال: كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به، وكان سالم أشبه ولد عبد الله به.

روى سلمة الأبرش، عن ابن إسحاق قال: رأيت سالم بن عبد الله يلبس الصوف، وكان علج الخلق، يعالج بيديه ويعمل.

قال يحيى بن بكير: قدم جماعة من المصريين المدينة، فأتوا باب سالم بن عبد الله، فسمعوا رغاء بعير، فبينا هم كذلك خرج عليهم رجل شديد الأدمة، متزر بكساء صوف إلى ثندوته، فقالوا له: مولاك داخل؟ قال: من تريدون؟ قالوا: سالم. قال: فلما كلمهم جاء شيء غير المنظر، قال: من أردتم؟ قالوا: سالم. قال: ها أنا ذا فما جاء بكم؟ قالوا: أردنا أن نسائلك. قال: سلوا عما شئتم. وجلس ويده ملطخة بالدم والقيح الذي أصابه من البعير، فسألوه.

قال أشهب، عن مالك، قال: لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين، في الزهد والفضل والعيش منه ; كان يلبس الثوب بدرهمين، ويشتري الشمال ليحملها. قال: فقال سليمان بن عبد الملك لسالم - ورآه حسن السحنة -: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته. فقال له عمر: أوتشتهيه؟ قال: إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه. وروى أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران قال: دخلت على ابن عمر، فقومت كل شيء في بيته، فما وجدته يسوى مائة درهم، ثم دخلت مرة أخرى، فما وجدت ما يسوى ثمن طيلسان، ودخلت على سالم من بعده، فوجدته على مثل حال أبيه.

روى زيد بن محمد بن زيد، عن نافع، قال: كان ابن عمر يقبل سالما ويقول: شيخ يقبل شيخا.

ابن سعد، عن محمد بن حرب المكي: سمع خالد بن أبي بكر يقول: بلغني أن ابن عمر كان يلام في حب سالم، فكان يقول:

يلومونني في سالم وألومهم