قال قبيصة بن جابر: سألوا معاوية؛ من ترى للأمر بعدك؟ قال: أما كريمة قريش فسعيد بن العاص، وذكر جماعة.
ابن سعد: حدثنا علي بن محمد، عن يزيد بن عياض، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: خطب سعيد بن العاص أم كلثوم بنت علي بعد عمر، وبعث إليها بمائة ألف، فدخل عليها أخوها الحسين، وقال: لا تزوجيه. فقال الحسن: أنا أزوجه. واتعدوا لذلك، فحضروا، فقال سعيد: وأين أبو عبد الله؟ فقال الحسن: سأكفيك. قال: فلعل أبا عبد الله كره هذا. قال: نعم. قال: لا أدخل في شيء يكرهه. ورجع، ولم يأخذ من المال شيئا.
قال سعيد بن عبد العزيز الدمشقي: إن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن الواقدي: أن سعيدا أصيب بمأمومة يوم الدار، فكان إذا سمع الرعد، غشي عليه.
وقال هشيم: قدم الزبير الكوفة، وعليها سعيد بن العاص، فبعث إلى الزبير بسبعمائة ألف، فقبلها.
وقال صالح بن كيسان: كان سعيد بن العاص يخف بعض الخفة من المأمومة التي أصابته، وهو على ذلك من أوفر الرجال وأحلمهم.
ابن عون: عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان يسب عليا رضي الله عنه في الجمع. فعزل بسعيد بن العاص، فكان لا يسبه.
قال ابن عيينة: كان سعيد بن العاص إذا قصده سائل وليس عنده شيء، قال: اكتب علي سجلا بمسألتك إلى الميسرة.
وذكر عبد الأعلى بن حماد: أن سعيد بن العاص استسقى من بيت، فسقوه، واتفق أن صاحب المنزل أراد بيعه لدين عليه، فأدى عنه أربعة آلاف دينار. وقيل: إنه أطعم الناس في قحط حتى نفد ما في بيت المال، وادان، فعزله معاوية.
وقيل: مات وعليه ثمانون ألف دينار.
وعن سعيد، قال: القلوب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم ذاما غدا.