قال إسماعيل بن علي الأبلي: سمعت سهل بن عبد الله بالبصرة في سنة ثمانين ومائتين يقول: العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث، نصبه الحق دلالة وعلما لنا، لتهتدي القلوب به إليه ولا تتجاوزه، ولم يكلف القلوب علم ماهية هويته، فلا كيف لاستوائه عليه، ولا يجوز أن يقال: كيف الاستواء لمن أوجد الاستواء؟ وإنما على المؤمن الرضى والتسليم، لقول النبي - -صلى الله عليه وسلم- -: إنه على عرشه.
وقال: إنما سمي الزنديق زنديقا، لأنه وزن دق الكلام بمخبول عقله وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والاقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى، فسبحان من لا تكيفه الأوهام، في كلام نحو هذا.
قال أبو نعيم في " الحلية ": حدثنا أبي، حدثنا أبو بكر الجوربي، سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصولنا ستة: التمسك بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق.
عن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق، ومن اشتغل بالفضول حرم الورع، ومن ظن ظن السوء حرم اليقين، ومن حرم هذه الثلاثة هلك.
وعنه قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، وأن لا يغتابوا، ولا يغتاب عندهم، وأن لا يشبعوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يمزحون أصلا.
قال ابن سالم الزاهد، شيخ البصرة: قال عبد الرحمن لسهل بن عبد الله: إني أتوضأ فيسيل الماء من يدي، فيصير قضبان ذهب، فقال: الصبيان يناولون خشخاشة.
قيل: توفي سهل بن عبد الله في سنة ثلاث وسبعين وليس بشيء، بل الصواب: موته في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين ويقال: عاش ثمانين سنة أو أكثر.