وقد قال زهير بن معاوية: حدثنا الحارث بن مسلم بن الرحيل الجعفي، قال: قدم الرحيل وسويد بن غفلة حين فرغوا من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
محمد بن طلحة بن مصرف: عن عمران بن مسلم، قال: مر رجل من صحابة الحجاج على مؤذن قبيلة جعفى وهو يؤذن، فأتى الحجاج فقال: ألا تعجب من أني سمعت مؤذن الجعفيين يؤذن بالهجير؟ قال: فأرسل، فجيء به، فقال: ما هذا؟ قال: ليس لي أمر ; إنما سويد بن غفلة الذي أمرني بهذا قال: فأرسل إلى سويد، فجيء به، فقال: ما هذه الصلاة؟ قال: صليتها مع أبي بكر وعمر وعثمان، فلما ذكر عثمان جلس، وكان مضطجعا، فقال: أصليتها مع عثمان؟ قال: نعم. قال: لا تؤمن قومك، وإذا رجعت إليهم، فسب فلانا. قال: نعم، سمع وطاعة. فلما أدبر، قال الحجاج: لقد عهد الشيخ الناس وهم يصلون الصلاة هكذا!.
الخريبي: حدثنا علي بن صالح، قال: بلغ سويد بن غفلة عشرين ومائة سنة، لم ير محتبيا قط، ولا متساندا، وأصاب بكرا، يعني في العام الذي توفي فيه.
وقال عاصم بن كليب: تزوج سويد بن غفلة بكرا وهو ابن مائة وست عشرة سنة.
وعن عمران بن مسلم، قال: كان سويد بن غفلة إذا قيل له: أعطي فلان وولي فلان قال: حسبي كسرتي وملحي.
عن علي بن المديني قال: دخلت منزل أحمد بن حنبل، فما شبهته إلا بما وصف من بيت سويد بن غفلة، من زهده وتواضعه رحمه الله.
عن ميسرة: عن سويد بن غفلة، قال: صليت مع مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أتانا. وروى الوليد بن علي عن أبيه، قال: كان سويد بن غفلة يؤمنا في شهر رمضان في القيام، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة.
قال أبو عبيد ومحمد بن عبد الله بن نمير وهارون بن حاتم: مات سويد سنة إحدى وثمانين. وقال أبو حفص الفلاس: مات سنة اثنتين وثمانين. وقد ذكره صاحب الحلية مختصرا.