وقال صالح جزرة: قل ما يحتاج إلى شريك في الأحاديث التي يحتج بها، ولما ولي القضاء اضطرب حفظه.
قال يعقوب بن شيبة: دعا المنصور شريكا، فقال: إني أريد أن أوليك القضاء، فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لست أعفيك. قال: فأنصرف يومي هذا وأعود، فيرى أمير المؤمنين رأيه. قال: تريد أن تتغيب؟ ولئن فعلت لأقدمن على خمسين من قومك بما تكره، فولاه القضاء. فبقي إلى أيام المهدي، فأقره المهدي ثم عزله، قال: وكان شريك ثقة مأمونا، كثير الحديث، أنكر عليه الغلط والخطأ.
قال عيسى بن يونس: من يفلت من الخطأ؟ ربما رأيت شريكا يخطئ، ويصحف حتى أستحيي.
يعقوب السدوسي: حدثنا سليمان بن منصور، حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، قال: قلت لمحمد بن الحسن: أما ترى كثرة قول الناس في شريك؟ يعني في حمده مع كثرة خطئه وخطله. قال: اسكت ويحك، أهل الكوفة كلهم معه، يتعصب للعرب، فهم معه، ويتشيع لهؤلاء الموالي الحمقى فهم معه.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفا من شريك ربما رأيته يأخذ شاته، يذهب بها إلى الناس، وربما حزرت ثوبيه قبل القضاء بعشرة دراهم، وربما دخلت بيته، فإذا ليس فيه إلا شاة يحلبها، ومطهرة، وبارية وجرة، فربما بل الخبز في المطهرة فيلقي إلي كتبه، فيقول: اكتب حديث جدك، ومن أردت.
قال يعقوب السدوسي: وحدثني الهيثم بن خالد، قال: حدث شريك يوما بحديث: " وضعت في كفة " فقال رجل لشريك: فأين كان علي - عليه السلام -؟ قال: مع الناس في الكفة الأخرى.