قال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا أبو اليمان، قال: دخلنا على شعيب حين احتضر، فقال: هذه كتبي، فمن أراد أن يأخذها، فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمع، فليسمعها من ابني، فإنه سمعها مني.
قلت: فهذا يدلك على أن عامة ما يرويه أبو اليمان عنه بالإجازة، ويعبر عن ذلك " بأخبرنا "، وروايات أبي اليمان عنه ثابتة في " الصحيحين "، وذلك بصيغة: أخبرنا. ومن روى شيئا من العلم بالإجازة عن مثل شعيب بن أبي حمزة في إتقان كتبه وضبطه، فذلك حجة عند المحققين، مع اشتراط أن يكون الراوي بالإجازة ثقة ثبتا أيضا، فمتى فقد ضبط الكتاب المجاز، وإتقانه، وتحريره، أو إتقان المجيز أو المجاز له، انحط المروي عن رتبة الاحتجاج به، ومتى فقدت الصفات كلها لم تصح الرواية عند الجمهور. وشعيب - رحمه الله - فقد كانت كتبه نهاية في الحسن والإتقان والإعراب، وعرف هو ما يجيز ولمن أجاز، بل رواية كتبه بالوجادة كاف في الحجة، وفي رواية أبي اليمان عنه بذلك دليل على إطلاق " أخبرنا " في الإجازة كما يتعاناه فضلاء المحدثين بالمغرب، وهو ضرب من التدليس، فإنه يوهم أنه بالسماع. والله أعلم.
قال يزيد بن عبد ربه: مات شعيب سنة اثنتين وستين ومائة وقال يحيى الوحاظي وغيره: مات سنة ثلاث وستين.
قلت: مات قبل حريز بن عثمان بسنة. وعند ابن طبرزد نسخة لبشر بن شعيب عن أبيه.